تناول الفنان من خلال معرضه العديد من القصص و الحكـايات الشعبية كـأبو زيد الهـلالي وألف ليلـة و ليلة, كما تعرض لبيئته المحلية مستخدما أسلوبه التلقائي الذي يتميز به في عدة أنحاء من العالم منذ احترافه للفن في فترة الثمـانينات. و عن الجديد الذي يقدمه المعرض يقول الفنان حسن الشرق: في المعارض السابقة كنت أخصص قصة واحدة لكل معرض كـذلك الذي أقمته عن أبو زيد الهلالي و الآخر الذي أقمته عن عاداتنا القديمة في اللعب المصري, أما هذا المعرض فأنا أقدم فيه كل ما سبق و أن قدمته منذ ثلاثين عاما حيث تلاحظ تنوع و تعدد الموضوعات, كما أنني استخدمت ألـوان البنيات لأول مرة كخـط سائد في معظم اللوحات.

    من جانبه أكد يوسف القعيد على ارتباط الفنان بروح البيئة التي يعيش فيها حيث يقول: إن الأتليه الخـاص بالفنـان و الذي يوجد بالمنيا يقع على مقربة من منطقة مقابر بني حسن و هي منطقة فيها من الأبدية ما يميزها حتى الآن بالإضافة إلى التزامه بألوان الصعيد حيث استخدم اللون الكابي و هو أفضل الألوان المعبرة عن الحياة في الصعيد كما أنه يستخدم أقل استخدام ممكن لألوان البهرجة المعبرة عن الفرح لأنه لا يوجد فرح في الصعيد, ويستطرد يوسف القعيد قائلا: انه يعبـر عن بيئته و هذا في رأيي مهم جدا بالنسبة للفنان و خصوصا أن ما يميز حسن الشرق أنه فنان تلقائي, و لا أقصد من ذلك أنه عـديم الثقافة و إنما أقصد أن الموهبة و حدها هي التي تعمل بعيدا عن ثقلها بالثقافة و الاطلاع الأمر الذي يفيد أحيانا لأن كثرة ثقافة الفنان قد تعوق الإبداع التلقائي لدى الفنان . و في سؤال حول أهمية الفن التشكيلي للأديب يوسف القعيد يجيب بقوله: الفن التشكيلي هـو رؤية مختلفة للواقع لذلك فهو يضيف إلي الكثير فكم من لوحة تشكيلية تلخص رواية كاملة فأنا أستفيد من الفن التشكيلي كما أستفيد من السينما و بقية الفنون الأخرى التي تساعدني على رؤية الواقع بشكل أفضل.

    بيتر نيلسن و هو أحد المتابعين للفنان حسن الشرق يقول:تخرجت في كلية الفنون بجامعة ميونيخ بألمانيا وأعمـل كمدرس منذ سبع سنوات في مصر و أنا مقتنع تماما بفن حسن الشرق و قد قمت باقتناء عدد من أعماله في معارض سابقة, بالنسبة لهذا المعرض فانه يخلو من الجديد من حيث تناول الموضوعات و لكنه دائما ما يدهشني بالتزامه بالقيم الفنية على الرغم من عـدم دراسته لها.

المعرض بحق يستحق الزيارة و مشاهدة لون خاص من الفن غني بالتلقائية التي نفتقدها كثيرا في هذا الزمن.